الجزائر الى الابد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الجزائر الى الابد

الجزائر الى الابد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الجزائر الى الابد

منتدى لكل الجزائريين كل الاخبار و لاحداث جديد البرامج والالعاب منوعات


    !! لا تأجل عمل اليوم الى الغد !!

    RAP DK
    RAP DK
    المديرالعام للمنتدى
    المديرالعام للمنتدى


    عدد المساهمات : 80
    نقاط : 10215
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 13/09/2009

    بطاقة الشخصية
    المساعدة: 1

    !! لا تأجل عمل اليوم الى الغد !! Empty !! لا تأجل عمل اليوم الى الغد !!

    مُساهمة من طرف RAP DK الخميس مارس 11, 2010 9:13 pm

    لا تأجل عمل اليوم الى الغد

    التأجيل: مرض يصاب به ضعاف النفوس

    وضعاف الهمم ، فهو نوع من أنواع الهروب من المواجهة ، التأجيل عجز عن مواجهة الأحداث وإنجاز المهام ، يجب أن تسأل نفسك لماذا أؤجل عملاً ؟! .. لماذا أؤجل موقفًا يجب أن أتخذه ؟! .. لماذا لا أنجز الآن ما يجب من أعمال ؟! ..
    كثيرون منّا يؤجلون في حياتهم أشياء مصيرية وهامة ، كم فرد منّا يؤجل حجه وعمرته إلى أجل غير مسمى وقد وجبا عليه ؟ .. كم فرد منّا يؤجل أداء التمارين الرياضية في حياته إلى أجل غير مسمى ؟ .. كم فرد منّا يؤجل نصيحته لأبنائه على اعتبار أنهم ما زلوا صغارًا يجب أن يسعدوا بحياتهم؟ .. ولا أعلم العلاقة بين النصيحة والتوجيه في الحياة وبين سعادة أبنائنا إلا أن تكون علاقة إيجابية.



    كثيرون منّا يؤجلون على اعتقاد أن الظروف ستتغير ، وأن الأمور ستتحول إلى الأفضل مع مرور الأيام ، وقد يكون هذا شيئًا حادثًا ، نعم قد تتغير الأمور إلى الأفضل ، وقد يكون الوقت فيما بعد ملائمًا أكثر لأداء كثير من الأعمال ، لكن هل نعتمد في حياتنا على هذه الفكرة ، وهذا المبدأ .




    أسأل كل شخص يؤجل عملاً في حياته ، لماذا تؤجل عملك ؟ .. لماذا لا تفعل ما يجب عليك فعله الآن ؟
    وقبل أن يجيبك سأجيبك أنا :- إنه يؤجل طمعًا في تغير الظروف دون جهد منه ، إنه يؤجل عجزًا عن المواجهة ، إنه يؤجل تكاسلاً عن اتخاذ القرار ، أنه يؤجل دون سبب واضح له إلا أنه لم يجد القدرة على أداء هذا العمل الآن .



    قد يكون التأجيل في بعض الأمور مقبولاً ، لكنه في كثير من أمور حياتنا شيء مرفوض ، فهو غالبًا ما يؤدي للخسائر ولا ترجى منه فائدة .
    إن كنت تؤجل توبتك وعودتك إلى دين الله أملاً في أن تجد الوقت الكافي في شيخوختك لذلك ، فأحذرك :- قد لا تجد الوقت لذلك، فابدأ الآن وقل (عجلت إليك رب لترضى) سورة طه : 84
    .. إن كنت تؤجل وضع خطة واضحة لحياتك أملاً في أن تستمتع بها قليلاً قبل أن تبدأ في الجد والاجتهاد ، فأنصحك :- الاجتهاد والجد لا يتعارضان مع الاستمتاع بالحياة ، فلتضع خطتك لحياتك من الآن ، ولتضع فيها مساحة الاستمتاع المناسبة ، واعلم أنه بعد فترة ستجد كل المتعة في الارتقاء بحياتك ، وستجد كل المتعة في الاجتهاد والجد .
    إن كنت تؤجل مذاكرتك أملاً في أن تجد الوقت المناسب قبل الامتحان ، فأنبهك :- قد لا تجد هذا الوقت ، وإن وجدته فلم لا تبدأ مبكرًا فتكون أقدر وأفضل ، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :- ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ). رواه مسلم .. فلا تؤجل أبدًا تحصيلاً علميًا ، حتى وإن كان هناك وقت آخر يمكن أن تبدأ فيه ، ابدأ طالما تستطيع ذلك .
    إن كنت تؤجل إصلاح شيء ما أملاً في أن يحتمل فترة أطول من الزمن قبل أن ينهار ، فأقول لك قديمًا قالوا :- الوقاية خير من العلاج ، وترك الإصلاح قد يؤدي إلى مفاسد أكثر وضرر أكبر ، تحتاج إلى مجهود مضاعف لإصلاحه ، فلا تؤجل عملاً ولا تؤجل إصلاحًا أبدًا .
    إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة *** فان فساد الرأي إن تترددا



    وهذه قصة على تأجيل العمل :

    حصلت هذه القصة في أحد القطارات .. ففي ذات يوم أطلقت صافرة القطار مؤذنةً بموعد الرحيل .. صعد كل الركاب إلى القطار فيما عدا شيخ وقور وصل متأخراً .. لكن من حسن حظّهِ أن القطار لم يفته .. صعد ذلك الشيخ الوقور إلى القطار فوجد أن الركاب قد استحوذوا على كل مقصورات القطار .. توجّه إلى المقصورة الأولى .. فوجد فيها أطفالاً صغاراً يلعبون ويعبثون مع بعضهم .. فأقرأهم السلام .. وتهللوا لرؤية ذلك الوجه الذي يشعّ نوراً! وذلك الشيب الذي أدخل إلى نفوسهم الهيبة والوقار له .. أهلاً أيها الشيخ الوقور سعدنا برؤيتك .. فسألهم إن كانوا يسمحون له بالجلوس؟ .. فأجابوه :- مثلك نحمله على رؤوسنا .. ولكن!!! ولكن نحن أطفال صغار في عمر الزهور نلعب ونمرح مع بعضنا لذا فإننا نخشى أن لا تجد راحتك معنا ونسبب لك إزعاجاً .. كما أن وجودك معنا قد يقيّد حريتنا .. ولكن اذهب إلى المقصورة التي بعدنا فالكل يودّ استقبالك .. توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة الثانية .. فوجد فيها ثلاثة شباب يظهر إنهم في آخر المرحلة الثانوية .. معهم آلات حاسبة ومثلثات.. وهم في غاية الانشغال بحل المعادلات الحسابية والتناقش في النظريات الفيزيائية .. فأقرأهم السلام .. ليتكم رأيتم وجوههم المتهللة والفرحة برؤية ذلك الشيخ الوقور.. رحبوا به وأبدوا سعادتهم برؤيته .. أهلا بالشيخ الوقور .. هكذا قالوها .. فسألهم إن كانوا يسمحون له بالجلوس ..!! فأجابوه لنا كل الشرف بمشاركتك لنا في مقصورتنا ولكن !! .. ولكن كما ترى نحن مشغولون بالمثلثات الهندسية .. ويغلبنا الحماس أحيانا فترتفع أصواتنا .. ونخشى أن نزعجك أو أن لا ترتاح معنا .. ونخشى أن وجودك معنا جعلنا نشعر بعدم الراحة في هذه الفرصة التي نغتنمها استعدادا لامتحانات نهاية العام .. ولكن توجه إلى المقصورة التي تلينا .. فكل من يرى وجهك الوضاء يتوق لنيل شرف جلوسك معه .. أمري إلى الله .. توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة التالية .. فوجد شاب وزوجته يبدوا أنهم في شهر عسل .. كلمات رومانسية .. ضحكات .. مشاعر دفاقة بالحب والحنان .. أقرآهما السلام .. فتهللوا لرؤيته .. أهلاً بالشيخ الوقور .. أهلاً بذي الجبين الوضاء .. فسألاهما إن كانا يسمحان له بالجلوس معهما في المقصورة ؟ .. فأجاباه مثلك نتوق لنيل شرف مجالسته .. ولكن !! .. ولكن كما ترى نحن زوجان في شهر العسل .. جونا رومانسي .. شبابي .. نخشى ألا تشعر بالراحة معنا .. أو أن نتحرج متابعة همساتنا أمامك .. كل من في القطار يتمنى أن تشاركهم مقصورتهم .. توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة التي بعدها .. فوجد شخصان في أواخر الثلاثينيات من عمرهما .. معهما خرائط أراضي ومشاريع .. ويتبادلان وجهات النظر حول خططهم المستقبلية لتوسيع تجارتهما .. وأسعار البورصة والأسهم .. فأقرأهما السلام .. فتهللا لرؤيته .. وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أيها الشيخ الوقور.. أهلاً وسهلاً بك يا شيخنا الفاضل .. فسألهما إن كانا يسمحان له بالجلوس؟ .. فقالا له :- لنا كل الشرف في مشاركتك لنا مقصورتنا .. بل أننا محظوظين حقاً برؤية وجهك الوضّاء .. ولكن !! " يا لها من كلمة مدمرة تنسف كل ما قبلها " كما ترى نحن بداية تجارتنا وفكرنا مشغول بالتجارة والمال وسبل تحقيق ما نحلم به من مشاريع .. حديثنا كله عن التجارة والمال .. ونخشى أن نزعجك أو ألا تشعر معنا بالراحة .. اذهب للمقصورة التي تلينا فكل ركاب القطار يتمنون مجالستك .. وهكذا حتى وصل الشيخ إلى آخر مقصورة.. وجد فيها عائلة مكونة من أب وأم و أبنائهم .. لم يكن في المقصورة أي مكان شاغر للجلوس .. قال لهم :- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. فردوا عليه السلام .. ورحبوا به .. أهلا أيها الشيخ الوقور .. وقبل أن يسألهم السماح له بالجلوس .. طلبوا منه أن يتكرم عليهم ويشاركهم مقصورتهم .. محمد اجلس في حضن أخيك أحمد .. أزيحوا هذه الشنط عن الطريق .. تعال يا عبد الله اجلس في حضن والدتك .. حتى أفسحوا مكاناً له .. حمد الله ذلك الشيخ الوقور .. وجلس على الكرسي بعد ما عاناه من كثرة السير في القطار ..
    توقف القطار في إحدى المحطات .. وصعد إليه بائع الأطعمة الجاهزة .. فناداه الشيخ وطلب منه أن يعطي كل أفراد العائلة التي سمحوا له بالجلوس معهم كل ما يشتهون من أكل .. وطلب لنفسه " سندوتش بالجبنة " .. أخذت العائلة كل ما تشتهي من الطعام .. وسط نظرات ركاب القطار الذين كانوا يحتسرون على عدم قبولهم جلوس ذلك الشيخ معهم .. كان يريد الجلوس معنا ولكن .. صعد بائع العصير إلى القطار .. فناداه الشيخ الوقور .. وطلب منه أن يعطي أفراد العائلة ما يريدون من العصائر على حسابه وطلب لنفسه عصير برتقال .. بدأت نظرات ركاب القطار تحيط بهم .. وبدأو يتحسرون على تفريطهم .. آه كان يريد الجلوس معنا ولكن ..
    صعد بائع الصحف والمجلات إلى القطار .. فناداه الشيخ الوقور وطلب مجلة الزهرات أمل هذه الأمة للأم .. ومجلّة كن داعية للأب .. ومجلة شبل العقيدة للأطفال .. وطلب لنفسه جريدة أمة الإسلام .. وكل ذلك على حسابه .. ومازالت نظرات الحسرة بادية على وجوه كل الركاب .. ولكن لم تكن هذه هي حسرتهم العظمى .. توقف القطار في المدينة المنشودة.. واندهش كل الركاب للحشود العسكرية والورود والاحتفالات التي زينت محطة الوصول .. ولم يلبثوا حتى صعد ضابط عسكري ذو رتبة عالية جداً .. وطلب من الجميع البقاء في أماكنهم حتى ينزل ضيف الملك من القطار .. لأن الملك بنفسه جاء لاستقباله .. ولم يكن ضيف الملك إلا ذلك الشيخ الوقور .. وعندما طلب منه النزول رفض أن ينزل إلا بصحبة العائلة التي استضافته وان يكرمها الملك .. فوافق الملك واستضافهم في الجناح الملكي لمدة ثلاثة أيام أغدق فيها عليهم من الهبات والعطايا .. وتمتعوا بمناظر القصر المنيف .. وحدائقه الفسيحة ..هنا تحسر الركاب على أنفسهم أيما تحسّر .. هذه هي حسرتهم العظمى .. وقت لا تنفع حسرة ..



    اتمنى من كل عضو يستفيد من الموضوع

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 1:19 pm